Friday, April 21, 2017

Wali bila telah terbongkar kewaliannya, maka meminta agar diwafatkan oleh ALLOH.

Wali bila telah terbongkar kewaliannya, maka meminta agar diwafatkan oleh ALLOH.
Seperti kisah ini, silahkan dibaca!!!.

يروى أن المطر تأخر نزوله حتى أوشكت الأرض على الجفاف، فهب المسلمون ليصلوا صلاة الاستسقاء في المسجد الحرام وكان من بينهم عبد الله بن المبارك رحمه الله.

انصرف المسلمون من المسجد بعد الصلاة ولم يكن في السماء سحابة واحدة تبشر بنزول المطر وتأخر عبد الله في المسجد.

وبينما هو منصرف مع المنصرفين لمح غلاما أسود يرتدي قطعتين من الخيش ائتزر بإحداهما ووضع الأخرى على كتفه.

ويروي ابن المبارك لصاحبيه ما حدث قائلا:

فكأنما تعلقت به عيناي فلم أستطع أن أصرفهما عنه فرأيته ينسل من بين صفوف الناس متجها نحو الكعبة فتبعته دون أن أدري لما ذا تبعته وأخذت أطوف مع الطائفين خلفه.

وفجأة انتقل إلى أحد الأركان فانتبذ له مكانا خفيا وأنا أرقبه دون أن يشعر بي ثم أخذ يرفع يديه داعيا الله فسمعته يقول:

" إلهي ما كنت أدعوك لولا رقة غلبتني على عبادك هؤلاء الذين خرجوا يستسقونك بألسنتهم وهم يحملون في قلوبهم ما من أجله منعت عنا غيث السماء. اللهم إن اغترارهم بحلمك ورجاءهم في رحمتك قد أنسياهم الخوف من غضبك وعذابك. اللهم فاجعل هذا لهم لا عليهم يا واسع الرحمة يا غنيا عن العالمين. إلهي إني ما دعوتك يوما لنفسي إلا استجبت لي فضلا منك وكرما. وها أنذا أدعوك اليوم لعبادك هؤلاء من أمة نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم. فإن لم تستجب لي خشيت على نفسي من الاغترار بأنك اصطفيتني وحدي عبدا لك من دونهم أجمعين. إلهي يا حليما ذا أناة يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل إن كنت تحبني كما أحبك فاسقهم الساعة الساعة".

ولم يكد يردد الغلام كلمة الساعة حتى تجلت السماء عليه بالغمام وهطل المطر غزيرا. ولم يستطع عبد الله بن المبارك العالم الورع الزاهد الذي تتحدث بعلمه وتقواه الأمم أن يملك دموعه آنذاك فأخذ يبكي حتى استمع الغلام إلى بكائه ونحيبه فالتفت وراءه فرآه فلم يلبث أن انتفض مذعورا كأن عقربا قد لدغه وانطلق يعدو مسرعا حتى خرج من المسجد وتبعه ابن المبارك من على البعد حتى علم أنه غلام لتاجر كبير يدعى عبد المولى المدني وأن اسمه ميمون فعرض عليه أن يشتريه فأخبره التاجر أنه غلام صالح لا يصلي إلا في الكعبة ولكنه ضعيف لا يصلح ولا يقدر على شيء ولكنه فقط يتبرك به.

فرد عليه ابن المبارك: لا بأس فأنا لا أريد منه خدمة ولا منفعة.

وأضاف التاجر يصارحه وهو على الرغم من صلاحه إلا أنه عبد شهواني فيما يتعلق بالنساء ولا يؤتمن على الحرمات.

فلما بدت الدهشة على وجه ابن المبارك قال له التاجر: إن شئت دعوت لك الجارية السوداء زيتونة التي دأب على مراودتها عن نفسها حتى شكته إلي.

وانتابت الدهشة ابن المبارك وصمم على معرفة تفاصيل قصة هذا الغلام ميمون.

دهش الإمام العالم عبد الله بن المبارك ولم يصدق ما قاله له التاجر مالك العبد ميمون من أنه عبد شهواني فيما يتعلق بالنساء ولا يؤتمن على الحرمات وقد دأب على مراودة الجارية السوادء زيتونة عن نفسها حتى شكته إليه.

وتحير ابن المبارك إذ كيف يكون ذلك وقد رأى بعينيه وسمع بأذنيه ما لميمون من كرامة عند ربه فقد استجاب الله عز وجل لدعائه في الكعبة في التو واللحظة وسقط المطر بمجرد أن انتهى من الدعاء ولم يصدق ابن المبارك هذا الكلام عن الغلام واعتقد أن في الأمر شيئا. وصمم على شراء الغلام بعشرين دينارا كما طلب صاحبه.

وفي الطريق سأله ميمون عند ما رأى فرحته بشرائه: سيدي ما حملك على شرائي وأنا ضعيف البدن كما ترى لا أطيق الخدمة وقد كان لك في غيري سعة؟.

فأجابه ابن المبارك: بل أنت أخي يا ميمون وأنا لن أستخدمك وسأشتري لك منزلا وأزوجك وأخدمك أنا بنفسي.

فبكى ميمون قائلا : لا حول ولا قوة إلا بالله.

وظل يرددها قائلا : لم تفعل هذا إلا وقد عرفت سري فأخبرني بالله عليك ما ذا عرفت عني؟.

فرد ابن المبارك: عرفت أنك مجاب الدعاء.

فسأله ميمون: هل سمعت دعائي أمس في المسجد الحرام؟.

فرد ابن المبارك: نعم.

فسأله ميمون: وإلى أين أنت ماض بي الآن؟.

فرد ابن المبارك: إلى بيت الفضل بن عياض وهناك موجود معه سفيان بن عيينة.

فسأله ميمون: وهل أطلعتهما على سري؟.

فأجاب ابن المبارك: بل أخبرتهما بسر الله فيك.

فرد ميمون: سامحك الله.

وطلب منه أن يدخلا المسجد الحرام أولا لكي يصلي ميمون ركعتين عليه من البارحة.

وبعد أن انتهى ميمون طلب منه ابن المبارك أن يقوما إلى دار الفضل لأنه ينتظرهما.

فرد ميمون: يا سيدي ينتظرني هنا أمر أكبر من لقاء الفضل فهل لك أن تحتسب العشرين دينارا التي دفعتها ثمنا لي؟.

فسأله ابن المبارك: تعني أنك تريد مني أن أعتقك؟.

فرد ميمون: كلا يا سيدي فسيمنعني الله عنك.

فاندهش ابن المبارك وسأله: ما ذا تعني؟.

فرد ميمون: الانصراف!.

فسأله ابن المبارك في استغراب: إلى أين؟.

رد ميمون: إلى الآخرة الساعة.

فقال له ابن المبارك: كلا كلا لا تفعل يا ميمون دعني أُسر قليلا بك وأستمد من نورك وأنال من بركاتك.

ورد عليه ميمون: لا مناص يا سيدي فما عدت أحتمل الحياة إنما كانت تطيب لي حيث المعاملة سر بيني وبين ربي سبحانه وتعالى، فأما إذا ما أطلعت عليها أنت وصاحباك فسوف يطلع عليها غيركم ولا حاجة لي في ذلك.

وهنا طلب ابن المبارك منه أن يخبره عن الطريق الذي سلكه إلى الله لكي يصل إلى ما وصل إليه من كرامة.

فقال ميمون: غادرت البصرة دون أن يعلم أبي أو أحد من أهلي وحللت مكة فاتفقت مع رجل من أهلها فزعم أني عبده وباعني للتاجر الذي اشتريتني منه.

واندهش ابن المبارك وسأله: لما ذا فعلت ذلك؟.

فأجاب: لأقهر نفسي وأذيقها المذلة والهوان ولكي لا أعبأ بالدنيا وأكون من الثلاثة الذين يدخلون الجنة أول الناس كما جاء في الحديث الشريف وهم الشهيد وعبد مملوك لم تشغله الدنيا عن طاعة ربه وفقير ذو عيال.

ويكمل ميمون: ولما سمعت هذا الحديث وأنا في البصرة قلت: لأكون أنا العبد المملوك الذي لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه وقد تحملت من سيدي في البداية ألوانا من المتاعب والمشاق وصنوفا من المحن التي كابدتها صابرا محتسبا غير متبرم ولا متضجر لوجه الله تعالى.

ولما سأله ابن المبارك عن مراودته الجارية السوداء أجاب ميمون: كانت محنتي هذه هي مفتاح الصلة بيني وبين الله عز وجل فقد ذلل لي بعدها كل صعب وأنكشف لي بعدها كل حجاب فقد كنت أنا وميمونة وحدنا في حجرتها في نصف الليل والجميع نيام وراودتني عن نفسها فقلت لها: إنني أخشى الحي الذي لا ينام إستري نفسك يا زيتونة وكان ذلك إسمها وأعلمي أني لن آتي الحرام أبدا ولو قطعتني قطعا فهددتني وأقسمت إن لم أستجب لها لتقولن لسيدها إنني قد راودتها عن نفسها فقلت لها: افعلي ما شئت ففعلت.

فاندهش ابن المبارك وسأله : ولكن لما ذا اعترفت على نفسك ولم تكذب الجارية؟.

فرد ميمون: أردت أن أصون سمعتها وعرضها عسى أن تهتدي في النهاية إلى طريق الله.

فسأله ابن المبارك: أتصون سمعتها وتلوث سمعتك؟.

فأجابه ميمون: أردت بذلك وجه الله تعالى الستار جل وعلا فكان ذلك مفتاح القرب منه والوصول إليه والآن دعني يا سيدي أمضي إلى ما أنا ماض إليه.

ثم قام فصلى ركعتين خفيفتين كأنها صلاة الوداع، ثم اضطجع على الأرض جاعلا وجهه تجاه الكعبة وهو يقول: إلهي كما كشفت اليوم سري للناس فاسترني بلقائك، إلهي إن كنت تحبني بعد كما أحبك فأقبضني إليك الساعة.. الساعة.. الساعة.

ويروي ابن المبارك: فدنوت منه وحركته فإذا هو قد مات.

إنا لله وإنا إليه راجعون وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

No comments:

Post a Comment